الأم: يا عمر، اذهب لتغسل يديك حتى تتناول الطعام!
عمر: لا، لن أفعل!
الأم: ماذا تقول؟!
———-
الأب: استيقظي يا سارة، قد حان وقت المدرسة!
سارة: أريد النوم يا أبي، لا أريد الذهاب إلى المدرسة اليوم!
الأب: يا إلهي، إلى متى ستظلين مهملة؟!
———–
الأخ الأكبر: هلا أحضرت لي بعض الماء يا حسام؟
حسام: لا، أحضره لنفسك!
الأخ الأكبر: يا لك من بائس!
هل عرفت عما نتحدث الآن؟
إنه العناد عند الأطفال
وماذا نفعل مع هذا العناد؟!
دعني أخبرك الآن!
ما هو العناد عند الأطفال؟
العناد عند الأطفال أو ما يعرف بالإنجليزية بـ Children Stubbornness هو أحد الصفات الشخصية التي تجعل الطفل يتشبث برأيه دون غيره، ولا يرى إلا فكره ومعتقداته الخاصة.
بل ويرفض آراء الآخرين وقراراتهم.
يعد العناد عند الأطفال هو أحد السبل الدفاعية التي يستخدمها الطفل لحماية آرائه وأفكاره، خاصةً إذا كانت العائلة تحاول كبت هذه الأفكار.
أسباب العناد عند الأطفال
توجد بعض الأسباب التي قد تؤدي إلى مشكلة العناد عند الأطفال، مثل:
· سوء تواصل الآباء مع الأبناء.
· صغر سن الطفل.
· تقييد الحريات بشكل مبالغ فيه.
· مقارنة الأطفال بغيرهم.
· فضول الطفل لمعرفة بعض الأشياء.
· تقليد بعض أفراد العائلة.
صفات العناد عند الأطفال
هناك بعض الصفات التي تتواجد في الطفل العنيد، مثل:
· وجود خبرات سابقة سلبية عن التغيير المفاجئ الذي يحدث في الحياة كل فترة، مما يسبب التوتر للطفل؛ لأنه سيضطر إلى ترك أصدقائه وتكوين علاقات جديدة مع أطفال آخرين لا يعرفهم.
· تكوين الأطفال لبعض المعتقدات الخاطئة عن الحياة، مثل: أن الحياة غير مستقرة ومتقلبة دوماً، لذلك يحاولوا أن يتكيفوا وفق أفكارهم فقط.
· الشعور بالخوف من تأثير الآخرين عليه، وبالتالي اتباع سلوك الرفض والعند مع الآخرين.
كيف تتعامل مع العناد عند الأطفال
تحتوي أغلب البيوت على طفلٍ عنيدٍ أو اثنين، ربما تشعر بالاستياء من السلوك السائد بينهم، وربما تضطر إلى استخدام العنف حتى يستجيبوا لك.
إليك بعض النصائح التي يمكن أن تساعد في علاج العند عند الأطفال:
استمع لطفلك
يمتلك الأطفال شخصيات مختلفة عن الآباء، يمكن أن تجد أحدهم صاحب شخصية عنيدة، وآخر صاحب شخصية قيادية، وثالث يتمتع بالهدوء والرزانة.
ويكمن السر في العلاقة الوطيدة بين الآباء والأبناء القائمة على الاستماع للأطفال، خاصةً في حالة الطفل العنيد.
· حاول البدء في حوار هادف مع طفلك.
· لا تصدر أحكاماً عليه حتى وإن أخطأ.
· حاول ألا تقاطعه أثناء الحديث.
· اجعله يطرح كافة آرائه أمامك.
· اسأله عن أسباب استيائه وضيقه.
· تمالك أعصابك ولا تنفعل أثناء الحديث.
تواصل ولا تتسلط
تحدث مواقف كثيرة يحاول فيها الطفل أن يتشبث برأيه، حينها حاول ألا تُنفّذ رأيك رغماً عنه.
بدلاً من ذلك، يمكنك التواصل معه لمعرفة ما يريده وحاول إيجاد حل وسط للموقف القائم.
وإليك بعض مواقف العناد عند الأطفال وكيف تتعامل معها:
· عمر لا يود أن يغسل يديه قبل تناول الطعام.
بدلاً من أن تتهمه الأم بأنه طفل غير نظيف، يمكن أن تذهب وتتحدث معه كالتالي:
يا ولدي العزيز، لماذا لا تريد أن تغسل يديك؟
يمكنني أن أساعدك في غسلها وتساعدني في غسل يدي أيضاً، ما رأيك؟
إنني أعرف أنك تمتلك يدين جميلتين، لكن غسلهما سيجعلهما أجمل.
في نهاية المطاف إن لم يقتنع ويغسل يديه، يمكن للأم أن تتركه الآن، ثم تحاول معه في وقت لاحق بشكلٍ مختلف ولطيف.
· سارة لا تريد أن تذهب إلى المدرسة.
بدلاً من أن ينعتها الأب بالمهملة، يمكن أن يتحدث معها هكذا:
سارة، لماذا لا تريدين الذهاب إلى المدرسة؟ هل يضايقكِ أحدهم؟ هل الدروس صعبة ومملة؟
هيا يا سارة، اليوم يمكنني أن أنقلك إلى المدرسة بنفسي، وأغني لكِ أغنيتكِ المفضلة في الطريق.
المدرسة هي خطوتك الأولى كي تصبحي طبيبة ناجحة كما تريدين، هيا يا دكتورة سارة.
بعد كل المحاولات، إن لم تستيقظ الفتاة ولم يكن من الضروري الذهاب إلى المدرسة اليوم، يمكنه الحديث معها لاحقاً.
· حسام لا يريد أن يحضر الماء لأخيه الأكبر.
بدلاً من أن تخبره أنه شخص بائس، يمكنك فعل الآتي:
أحضر الماء بنفسك، وأحضر معك كأس آخر لحسام، حينها سيشعر بالحميمية والتقدير، وأن أخاه قد استمع لقراره.
قل له: لا بأس سأحضره لنفسي إن كنت مشغولاً.
أو فلتقل: أنا أعتذر منك إن كنت أطلب بشكلٍ غير لائق، سأحضر الماء لنفسي، هل تحب أن أحضرلك شيئاً؟
اطرح اختيارات
قد يمتلك الطفل العنيد اختيارات مختلفة عن الوالدين، ولا يحب أن يُعطى الأوامر من أي فرد.
لذلك من الأفضل أن تطرح عليه بعض الاختيارات، مما يجعله يشعر أنه هو المسيطر على أمره.
فمثلاً: عند الذهاب إلى متجر الملابس، اختر له بعض القطع وخيّره بينها، هل يعجبه القميص الأبيض أم الوردي أم الأزرق.
إذا كنتي تفكرين في وجبة الغداء، اسألي ابنتك إذا كانت تحب تناول الدجاج المشوي أم السمك المقلي.
مع مراعاة أن تكون كل الاختيارات مناسبة للآباء؛ بمعنى أنك لن تجعله يختار بين قطعتي ملابس أحدهما باهظ الثمن وليس في مقدورك شراءه.
فقد يضعك الطفل في ورطةٍ كبيرة!
حافظ على هدوئك،
عندما تخبر طفلك أن يفعل شيئاً ما، ثم يرفض، وتنفعل أنت، سيزداد هو تمرداً وعنداً لأنه سيعد هذه معركة ويحاول أن يكسبها.
لكن على صعيدٍ آخر، يمكن لهدوئك وسيطرتك على انفعالك أن يجعل الطفل نفسه يهدأ أكثر، بل ويترك لنفسه مساحة حتى يفكر في الأمر.
يفكر: كيف تحدثت هكذا إلى والدي، وكيف رفضت طلب أمي بهذا السلوك الثائر!
احترم طفلك
يمكن أن يتولد سلوك العناد لدى طفلك لأنه لا يلقى الاحترام الكافي من الوالدين، وإليك بعض النصائح لتشعر طفلك باحترام ذاته:
· تعاون مع طفلك في أموره الخاصة واجعله يشعر أنك تقدّر اهتماماته.
· احترم مشاعر طفلك.
· اترك لطفلك بعض مسئولياته إذا وجدت أنه قادر على تحملها، مثل إطعام نفسه أو تنظيف غرفته.
· راقب لغة الجسد ونظرات العين التي تنظر بها إلى طفلك، اجعلها تشير إلى الثقة بدلاً من الإحباط والتقليل.
اصنع بيئة مريحة سوية متعاونة
إن رؤية الأطفال لوالدين في شجارٍ دائم ونديةً مستمرة يجعلهم يسلكون نفس النهج.
بينما النشأة في منزل تنتشر فيه روح التعاون، والنقاش الهادئ، والحميمية يجعل الأطفال ينعمون بنفسية سوية وقابلية لتبادل أطرف الحديث بدلاً من العند!
اقرأ أيضاً تأثير المشاكل الزوجية على الأطفال | بين كفي الرحى!
ادعم إيجابية طفلك
يمكنك تدريب طفلك على الاستجابة بإيجابية في بعض المواقف، مما سيزيد تدريجياً من معدل الإيجابية وتقليل العند والسلبية.
فمثلا، أسأله:
هل تحب الأيس كريم؟
نعم.
هل تحبين اللعب بالدُمى؟
أجل.
هل تحب زيارة مدينة الملاهي؟
أجل، أجل، أجل!
وهكذا، فمع الإكثار من قول نعم وبمرور الوقت سيقل تأهب الطفل لسلوك العند ويميل إلى الاستجابة بإيجابية.
إن مشكلة العناد عند الأطفال هي أحد أكثر المشاكل الأسرية شيوعاً.
لكن مع معرفة الأسباب ومحاولة تدريب أنفسنا قبل أبنائنا سنتمكن من تغيير سلوك العند إلى سلوك التعاون والحب.
والآن أخبرني، هل يمكنك تخمين ماذا فعلت سارة بعد أن حاول أبوها أن يوقظها بعد اتباعه للنصائح؟!
اقرأ أيضاً مشكلة الكذب عند الأطفال…أسبابها وكيف يمكن علاجها؟
التنبيهات:الصحة النفسية للأطفال | الوتر الحساس | العوامل المؤثرة، والأمراض، والعلاج | طفلي